بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ في انتخابات الرئاسة الأمريكية، تتجه الأنظار نحو تداعيات هذا الفوز على ملفات مهمة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. بانتصاره في الولايات المتنازع عليها مثل كارولاينا الشمالية وجورجيا، وحصوله على الدفعة النهائية من ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن، يتوقع أن تتغير مسارات العديد من القضايا الرئيسية في المنطقة. في حين تأمل بعض الدول في أن يساهم ترامب في تعزيز السلام، تتوجس أخرى من سياساته التي قد تؤدي إلى تصاعد التوترات.
انعكاسات فوز ترامب على الشرق الأوسط
عودة ترامب إلى البيت الأبيض من المتوقع أن تحدث تغييرات كبيرة في علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط. حيث يُعتقد أن بعض الدول ستستفيد من سياساته، بينما ستضطر أخرى للتعامل مع تحديات جديدة.
قضية غزة ولبنان
من أبرز القضايا التي يتوقع أن تتأثر بعودة ترامب إلى الرئاسة، الصراع المستمر في غزة ولبنان بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية وحزب الله اللبناني. ترامب كان قد أعلن مرارًا نيته إنهاء النزاع المسلح والسعي لاتفاق سلام، إلا أن دعمه القوي لإسرائيل قد يستمر، مما يزيد من احتمالات الابتعاد عن حل الدولتين وتكريس الاستيطان الإسرائيلي.
خلال حملته، شدد ترامب على دعمه لإسرائيل واعتبر نفسه "أفضل صديق" لها، ووعد بتحقيق السلام من منطلق المصالح الإسرائيلية. بالمقابل، دعت حماس إلى "وقف الدعم الأعمى لإسرائيل" وأكدت على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. في حين عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو عن سعادته بفوز ترامب، معتبرًا أنه يعيد التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الواجهة.
ملف إيران
من المتوقع أن يعود ترامب بسياسة أكثر صرامة تجاه إيران عبر إعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة، مما قد يزيد من توترات المنطقة. وقد يلهم هذا الوضع دول الخليج لتعزيز قدراتها الدفاعية، مما يرفع مبيعات الأسلحة الأمريكية لهذه الدول. وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 وأعاد فرض العقوبات، مما أثر بشدة على الاقتصاد الإيراني وخفض عوائدها النفطية.
العلاقات مع دول الخليج
يعزز فوز ترامب علاقاته مع دول الخليج العربية، وخاصة السعودية والإمارات، التي كانت حليفتين رئيسيتين في فترة رئاسته الأولى. سياسات ترامب قد تصطدم مع تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، ما قد يدفعه إلى تبني استراتيجيات توافقية تتماشى مع التطورات الجديدة في المنطقة.
من جهة أخرى، يُتوقع أن تؤدي سياسة ترامب لدعم إنتاج النفط الأمريكي إلى ضغط على أسعار النفط، مما يؤثر على اقتصادات الخليج المعتمدة على صادرات النفط.
اتفاقيات أبراهام
خلال حملته، أبرز ترامب اتفاقات أبراهام كأحد إنجازاته في تحقيق السلام بالشرق الأوسط. بعد عودته للرئاسة، قد يسعى إلى ضم مزيد من الدول العربية إلى هذه الاتفاقيات، معززًا بذلك فكرة "السلام الاقتصادي". في المقابل، يعتبر بعض المحللين أن هذه الاتفاقيات لم تحل النزاعات الأساسية ولم توقف التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية.
سياسة الهجرة ومهاجرو الشرق الأوسط
ترامب قد يتمسك بسياساته المتشددة تجاه المهاجرين من الشرق الأوسط، مما يعوق فرص اللاجئين العرب في البحث عن حياة أفضل في الولايات المتحدة. كما قد يتراجع الدعم الأمريكي للبرامج الإنسانية، مما يضيف ضغطًا على الدول المضيفة ويحد من الجهود الإغاثية.